مدونة العشرى على بيت المدونات العربية

Dec 7, 2007

الألماني علي حق

الألماني علي حق في خوفه علي تمثال نفرتيتي في مصر

بقلم سمير فريد
١/١٢/٢٠٠٧

قال طاغور يوماً أحب الهند وأحب الحقيقة ولكني أحب الحقيقة أكثر مما أحب الهند، وحباً في الحقيقة ومصر معاً أري أن مدير المتحف الذي يضم تمثال نفرتيتي في ألمانيا علي حق في خوفه علي التمثال إذا وافق علي إعادته لمصر في مطلع القرن الـ٢١ الميلادي.

أضم صوتي إلي صوته وأخاف علي تمثال نفرتيتي من أن يوجد في بلدي الذي تركته دولة بلدي يتحول إلي أرض مستباحة للمتطرفين الإسلاميين سواء عن غفلة أو تواطؤ أو اتفاق مباشر أو ضمني لأغراض ما.. أخاف لأن مسعفاً رفض إسعاف امرأة أصيبت في الطريق العام لأنها «غريبة» عليه ولا يستطيع أن يلمس امرأة غريبة. أخاف لأن عروساً رفضت عرض عريسها لقضاء شهر العسل في الأقصر حيث توجد معابد الكفر وتماثيل المساخيط حسب تعبيرها. أخاف لأن الإعلان عن البيرة الألمانية بالإنجليزية في مطار القاهرة يقول اشربها إذا كانت ضرورية. أخاف لأن مستشفيات الدولة توافق علي وجود ممرضات منتقبات، وجامعات الدولة توافق علي وجود طالبات منتقبات. أخاف لأن شرطة الدولة تعجز عن منع الشعارات والصور الدينية الإسلامية والقبطية من أن تلصق علي السيارات، وتعجز عن منع مكبرات الصوت في الأفراح والمآتم والمساجد. أخاف لأن الغش أصبح القاعدة من الغش في الطعام حتي الغش في الأدوية.

مصر عملياً في قبضة طالبان من نوع يفوق طالبان الأفغان، وتصبح معه السعودية ودول الخليج من الدول «المتحررة»، كما كانت مصر حتي ثلاثة عقود فقط، وكأن «الفتح» الإسلامي تم منذ ثلاثين سنة، وليس منذ أكثر من ألف وأربعمائة سنة، وكأن أجدادنا لم يكونوا مسلمين، وأتحدث كمسلم، وأدافع عن أبي وأمي رحمهما الله سبحانه وتعالي، فقد عاشا وماتا مثل كل المصريين المسلمين، يصليان من دون مكبرات الصوت، ويعرفان الاحتشام في الأزياء من دون حجاب ولا نقاب.

أخاف علي تمثال نفرتيتي في بلد فاز كاتبه الأعظم نجيب محفوظ بأعظم جوائز الأدب في العالم عام ١٩٨٨، وكان رد فعل مصر طالبان طعنة من مصري طالباني أفقدته القدرة علي الكتابة حتي وفاته العام الماضي. أخاف علي تمثال نفرتيتي، بل وأخاف علي المتحف الجديد المسمي بالكبير إذا ظلت الدولة المصرية عاجزة عن مقاومة التطرف الديني الإسلامي علي هذا النحو، فهي تتحول إلي دولة دينية فعلياً، والدولة الدينية كما أثبت التاريخ لا تخدم الدين، أي دين، ولا تفيد الوطن، أي وطن.

الدولة في أبسط مظاهرها تمنح التراخيص، فلماذا ترخص لفندق باسم مكة ومقلة لب باسم الحرم ومحل لبيع الملابس باسم التوحيد والنور وقنوات تليفزيونية تتحدث باسم الله وتقول إنها تملك مفاتيح الجنة. أخاف علي تمثال نفرتيتي، أخاف علي مصر وعلي الدين الإسلامي.

1 comment:

نوونة said...

انا بقه ما انبسطش بس هاقول برضه
هاقول انى اتاثرت قوى بخوف استاذ سمير ياه ده رعبنى بجد متطرفين فى كل مكان. ايه المبالغات ديه ؟؟؟ارحمونا بقه
ا.سمير عايز يصور لنا مصر بصورة انا بصراحة مش شايفاها كان بقه كل من التحى او كل من انتقبت بقوا ارهابيين وبالمرة كل من لبست مايوة بقت منحرفة ايه التناقض ده امال بس لو حد اتكلم عن الحجاب تقولوا ماتحكموش بالمظهر وسيادتك بتعمل ايه لما حكمت على كل من انتقبت بالتخلف وانها لا المفروض تتمنع من دخول الجامعة او العمل ليه انت مين لتحكم على اى حد فين بقه الحرية الشخصية والدستور اللى بتتكلموا عنه
لا وايه جايب مثال لواحد قال مارضيش يسعف واحدة لانها غريبة عنه فرضا انه حصل فده واحد غبى سيادتك خلاص عممت الصورة وقال ايه واحد منتقبة بتقول على التماثيل الفرعونية مساخيط؟يا عم هو لسه فيه حد بيستخدم الكلمة ديه غير فى مسلسلات الصعيد الجوانى
لا وخايف لان الشرطة مش بتقدر تمنع الملصقات الدينية لا بجد خفت انا كمان يا عم طب خاف لان الشرطة بقت حاميها
حراميها
وعلى فكرة انا لا منتقبة ولا اى حاجة بس مش بحب احجر على الاخرين كل واحد يعمل اللى مقتنع بيه ما دام مش بيخالف قانون الدولة على اعتبار ان فيه قانون يعنى
وشكرا

ح
 
بحث مخصص
Free Hit Counter